البدع المحدثة في المغرب الإسلامي عامة وفي الجزائر خاصة
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
البدع المحدثة في المغرب الإسلامي عامة وفي الجزائر خاصة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له.
و اشهد أن لا اله ألا الله وحده لا شريك له و اشهد أن محمدا عبده و رسوله.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾[كما آل عمران 102]
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء 1]
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا° يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب 70،71]
إن اصدق الحديث كتاب الله، و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم وشر الأمور محدثاتها، و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار
كما سبق وأن ذكرت في عنواني فسيكون بإذن الله نقاشنا اليوم حول البدع المحدثة في المغرب الإسلامي عامة وفي الجزائر خاصة
أولا بدعة الختمة الجماعية أو كما يطلق عليها بـ"الراتب " فهي منتشرة كثيرة بالمغرب الإسلامي ولم تثبت اطلاقا عن النبي صلى الله عليه وسلم
وسبق لي وأن سألت بعض المشايخ حفظهم الله وأكدوا أنه بدعة ولم تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وهنالك من يقول انها بدعة حسنة
ولا توجد لا بدعة حسنة ولا بدعة سيئة في الدين الإسلامي كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم بسند صحيح فقد روى هذا الحديث جمع من
الأئمة بإسناد صحيح، منهم الإمام أحمد في مسنده، فقد روى بسنده قال: حدثنا الضحاك بن مخلد عن ثور عن خالد بن معدان عن عبد الرحمن بن
عمرو السلمي عن عرباض بن سارية رضي الله عنه قال: صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر، ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة
ذرفت لها الأعين، ووجلت منها القلوب، قلنا أو قالوا: يا رسول الله، كأن هذه موعظة مودع فأوصنا، قال: أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة،
وإن كان عبداً حبشياً، فإنه من يعش يرى من بعدي اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم
ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة وإن كل بدعة ضلالة. ورواه أيضاً أبو داود وابن ماجه وصححه شعيب الأرناؤوط وبعضه في صحيح مسلم.
وفي رواية وكل ضلالة في النار " ونستنتج من الحديث أن المقرر عند أهل العلم أن العبادات مبناها على التوقيف، فلا يعبد الله إلا بما شرعه في
كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم. وكل أمر لم يرد به نص من الشرع ففعله والتقرب به إلى الله من البدع. لقول النبي صلى الله
عليه وسلم (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد). رواه مسلم. ومن أجمع التعريفات للبدعة قول الإمام الشاطبي في الاعتصام: (فالبدعة إذن
عبارة عن طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية)يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه. قال الشاطبي في بيان هذا التعريف: (قوله
في الحد: (تضاهي الشرعية) يعني : أنها تشابه الطريقة الشرعية من غير أن تكون في الحقيقة كذلك، بل هي مضادة لها من أوجه متعددة ..
نعود إلى موضوع الختمة الجماعية عند استشارتي للشيخ الدكتور عادل مبارك المطيرات فأجابني :
العبادة توقيفية ، ولا يجوز لأحد كائنا من كان أن يحدث عبادة من عند نفسه ليس عليها دليل من القرآن والسنة ، ومن أحدث عبادة فهي مردودة
عليه غير مقبولة ، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه
فهو رد " . وفي رواية لمسلم : " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " .
ونحن نسأل هؤلاء الأخوة الكرام ، الراتب الذي تفعلونه هل هو عبادة ؟ سيقولون : نعم عبادة . ثم نسألهم : هل فعلها النبي صلى الله عليه وسلم ؟
الجواب قطعا : لا ، لأنه لم يثبت في السنة ذلك ، ولا عن أحد من الصحابة ، ولا أحد من التابعين ، ولا الأئمة الأربعة المتبوعين .
فإذا لم يفعل النبي صلى الله عليه وسلم هذه العبادة ، ولا أحد من الصحابة ، ولا أحد من التابعين ، ولا الأئمة الأربعة المتبوعين ، فلم نفعلها ، ألا
يسعنا ما وسعهم ، أم نحن أفضل منهم ؟
ولقد أجاد إمام دار الهجرة الإمام مالك رحمه الله حينما قال كلمته الذهبية المشهورة : من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة؛ فقد زعم أن محمداً
صلى الله عليه وسلم خان الرسالة ، اقرءوا قول الله تبارك وتعالى: ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً ) . قال :
فما لم يكن يومئذ ديناً - أي: يتقرب به إلى الله - فلا يكون اليوم ديناً ، ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.
أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفقنا لاتباع السنة ، وأن يعيذنا من الابتداع في الدين إنه سميع مجيب . والله أعلم .
وعند استشارتي للإخوة المشايخ بموقع الإسلام ويب فأجابوني كالتالي :الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن قراءة القرآن جماعة لها أربع صور:
الصور الأولى: أن يقرأ واحد والباقون يستمعون له، فهذه الصورة مستحبة لا تكره بغير خلاف، لما في الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: اقرأ علي، قلت: أقرأ عليك وعليك أنزل؟! قال: فإني أحب أن أسمعه من غيري، فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغت فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً، قال: أمسك فإذا عيناه تذرفان.
قال ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى 5/345: وأما قراءة واحد والباقون يستمعون له فلا يكره بغير خلاف وهي مستحبة، وهي التي كان الصحابة يفعلونها كأبي موسى وغيره.
الصور الثانية: أن يقرأ قارئ ثم يقطع ثم يعيد غيره ما قرأ الأول لأجل مدارسة القرآن، فهذه الصورة مستحبة باتفاق الفقهاء لأن جبريل كان يدارس النبي صلى الله عليه وسلم برمضان يعرض كل منهما على الآخر. قال الحافظ في الفتح: يعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، هذا عكس ما وقع في الترجمة لأن فيها أن جبريل كان يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم، وفي هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرض على جبريل وتقدم في بدء الوحي، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فيحمل على أن كلا منهما كان يعرض على الآخر.
وقال في مطالب أولي النهى 1/598: وأما لو أعاد ما قرأه الأول وهكذا فلا يكره؛ لأن جبريل كان يدارس النبي صلى الله عليه وسلم القرآن برمضان وهذا ما قرره البهوتي رحمه الله في كشاف القناع انظر 1/433.
وقال الخرشي في شرحه على مختصر خليل 1/353: كما لا نكره المدارسة بالمعنى الذي كان يدارس به جبريل النبي صلى الله عليه وسلم برمضان من قراءته وإعادة النبي صلى الله عليه وسلم. انتهى
الصورة الثالثة: أن يقرأ قارئ ثم يقطع ثم يقرأ غيره بما بعد قراءته، فذهب جمهور أهل العلم إلى أن ذلك حسن لا يكره، وذهب الحنابلة إلى كراهة تلك الصورة، قال ابن مفلح في الفروع 1/554: وكره أصحابنا قراءة الإدارة، وقال حرب: حسنة، وحكاه شيخنا -أي ابن تيمية رحمه الله- عن أكثر العلماء.
والراجح في هذه الصورة أنها لا تكره، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده. رواه مسلم وأبو داود من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وإذا اتفق الحنابلة مع الجمهور على استحباب الصورة الأولى فلا وجه للكراهة هنا.. إذ لا فرق بين أن يعيد القارئ ما قرأ الأول أو أن يقرأ من حيث ما وقف الأول.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى الكبرى 5/345: وقراءة الإدارة حسنة عند أكثر العلماء.
وقال الإمام النووي في التبيان: فصل في الإدارة بالقرآن وهو أن يجتمع جماعة يقرأ بعضهم عشراً أو جزءاً أو غير ذلك ثم يسكت ويقرأ الآخر من حيث انتهى الأول، ثم يقرأ الآخر وهكذا، وهذا جائز حسن. وقد سئل مالك رحمه الله تعالى عنه فقال: لا بأس به. انتهى
الصورة الرابعة: أن يقرأ الكل مجتمعين بصوت واحد.
فمذهب الحنابلة والشافعية استحباب ذلك وهو القول الثاني عند الأحناف، قال البهوتي رحمه الله في شرح منتهى الإرادات 1/256: ولا تكره قراءة جماعة بصوت واحد.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى 5/345: وقراءة الإدارة حسنة عند أكثر العلماء ومن قراءة الإدارة قراءتهم مجتمعين بصوت واحد، وللمالكية قولان في كراهتها. انتهى
وقال محمد بن محمد الخادمي في بريقه محمودية: وكره أن يقرأ القرآن جماعة لأن فيه ترك الاستماع والإنصات المأمور بها، وقيل لا بأس به ولا بأس باجتماعهم على قراءة الإخلاص جهراً عند ختم القرآن، والأولى أن يقرأ واحد ويستمع الباقون. انظر 3/270
القول الثاني: كراهة قراءة الجماعة معاً بصوت واحد لتضمنها ترك الاستماع والإنصات، وللزوم تخليط بعضهم على بعض، وهو المعتمد عند الحنفية والمالكية.
قال صاحب غنية المتملي: يكره للقوم أن يقرءوا القرآن جملة لتضمنها ترك الاستماع والإنصات وقيل: لا بأس به.
وقد أثبت المالكية القول بالكراهة في كتبهم وشنعوا على القائلين بالجواز بلا كراهة، وقد عقد ابن الحاج رحمه الله فصلاً في المدخل 1/94 وما بعدها رد فيه على الإمام النووي رحمه الله، وما نقله من أدلة وآثار عن السلف فليراجع.
وقال الطرطوشي في الحوادث والبدع: لم يختلف قوله -يعني الإمام مالكاً - أنهم إذا قرؤوا جماعة في سورة واحدة أنه مكروه.
ونقل عن مالك كراهة القراءة بالإدارة وقوله: وهذا لم يكن من عمل الناس.
وقال أبو الوليد ابن رشد: إنما كرهه مالك للمجاراة في حفظه والمباهاة والتقدم فيه. انتهى
ولهذا ينبغي ترك هذه الصورة الأخيرة، فإن الخير في اتباع من سلف، وحذراً من المجاراة والمباهاة واختلاط الأصوات وترك الإنصات.
والله أعلم.
ومن هنا نلاحظ أن أو نستنتج بصفة قطعية أن هذا الأسلوب المبدع او هاته المحدثة لم تثبت بتاتا عن النبي صلى الله عليه وسلم فنسأل إخواننا
في المغرب الإسلامي أن يبتعدوا عن هاته البدعة وينصحو إخوانهم كذلك بالإبتعاد عنها ونسأل الله لكم ولهم التوفيق .
ثانيا : ظاهرة الدرس قبل خطبة الجمعة .
هاته الظاهرة لم أسأل عنها كثيرا فقد أجابني فقط الشيخ الدكتور عادل المطيرات لكن بأجوبة غير كافية كي أقنع البعض وقد أكد انها بدعة كذلك ..
وفي الأخير أتمنى أن أكون قد وفيت وكفيت بموضوعي وان شاء الله يقتنع الإخوة العاملون بهاته البدع ونسأل الله لنا ولكم التوفيق ..
والله تعالى اعلم .
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له.
و اشهد أن لا اله ألا الله وحده لا شريك له و اشهد أن محمدا عبده و رسوله.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾[كما آل عمران 102]
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء 1]
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا° يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب 70،71]
إن اصدق الحديث كتاب الله، و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم وشر الأمور محدثاتها، و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار
كما سبق وأن ذكرت في عنواني فسيكون بإذن الله نقاشنا اليوم حول البدع المحدثة في المغرب الإسلامي عامة وفي الجزائر خاصة
أولا بدعة الختمة الجماعية أو كما يطلق عليها بـ"الراتب " فهي منتشرة كثيرة بالمغرب الإسلامي ولم تثبت اطلاقا عن النبي صلى الله عليه وسلم
وسبق لي وأن سألت بعض المشايخ حفظهم الله وأكدوا أنه بدعة ولم تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وهنالك من يقول انها بدعة حسنة
ولا توجد لا بدعة حسنة ولا بدعة سيئة في الدين الإسلامي كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم بسند صحيح فقد روى هذا الحديث جمع من
الأئمة بإسناد صحيح، منهم الإمام أحمد في مسنده، فقد روى بسنده قال: حدثنا الضحاك بن مخلد عن ثور عن خالد بن معدان عن عبد الرحمن بن
عمرو السلمي عن عرباض بن سارية رضي الله عنه قال: صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر، ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة
ذرفت لها الأعين، ووجلت منها القلوب، قلنا أو قالوا: يا رسول الله، كأن هذه موعظة مودع فأوصنا، قال: أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة،
وإن كان عبداً حبشياً، فإنه من يعش يرى من بعدي اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم
ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة وإن كل بدعة ضلالة. ورواه أيضاً أبو داود وابن ماجه وصححه شعيب الأرناؤوط وبعضه في صحيح مسلم.
وفي رواية وكل ضلالة في النار " ونستنتج من الحديث أن المقرر عند أهل العلم أن العبادات مبناها على التوقيف، فلا يعبد الله إلا بما شرعه في
كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم. وكل أمر لم يرد به نص من الشرع ففعله والتقرب به إلى الله من البدع. لقول النبي صلى الله
عليه وسلم (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد). رواه مسلم. ومن أجمع التعريفات للبدعة قول الإمام الشاطبي في الاعتصام: (فالبدعة إذن
عبارة عن طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية)يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه. قال الشاطبي في بيان هذا التعريف: (قوله
في الحد: (تضاهي الشرعية) يعني : أنها تشابه الطريقة الشرعية من غير أن تكون في الحقيقة كذلك، بل هي مضادة لها من أوجه متعددة ..
نعود إلى موضوع الختمة الجماعية عند استشارتي للشيخ الدكتور عادل مبارك المطيرات فأجابني :
العبادة توقيفية ، ولا يجوز لأحد كائنا من كان أن يحدث عبادة من عند نفسه ليس عليها دليل من القرآن والسنة ، ومن أحدث عبادة فهي مردودة
عليه غير مقبولة ، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه
فهو رد " . وفي رواية لمسلم : " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " .
ونحن نسأل هؤلاء الأخوة الكرام ، الراتب الذي تفعلونه هل هو عبادة ؟ سيقولون : نعم عبادة . ثم نسألهم : هل فعلها النبي صلى الله عليه وسلم ؟
الجواب قطعا : لا ، لأنه لم يثبت في السنة ذلك ، ولا عن أحد من الصحابة ، ولا أحد من التابعين ، ولا الأئمة الأربعة المتبوعين .
فإذا لم يفعل النبي صلى الله عليه وسلم هذه العبادة ، ولا أحد من الصحابة ، ولا أحد من التابعين ، ولا الأئمة الأربعة المتبوعين ، فلم نفعلها ، ألا
يسعنا ما وسعهم ، أم نحن أفضل منهم ؟
ولقد أجاد إمام دار الهجرة الإمام مالك رحمه الله حينما قال كلمته الذهبية المشهورة : من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة؛ فقد زعم أن محمداً
صلى الله عليه وسلم خان الرسالة ، اقرءوا قول الله تبارك وتعالى: ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً ) . قال :
فما لم يكن يومئذ ديناً - أي: يتقرب به إلى الله - فلا يكون اليوم ديناً ، ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.
أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفقنا لاتباع السنة ، وأن يعيذنا من الابتداع في الدين إنه سميع مجيب . والله أعلم .
وعند استشارتي للإخوة المشايخ بموقع الإسلام ويب فأجابوني كالتالي :الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن قراءة القرآن جماعة لها أربع صور:
الصور الأولى: أن يقرأ واحد والباقون يستمعون له، فهذه الصورة مستحبة لا تكره بغير خلاف، لما في الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: اقرأ علي، قلت: أقرأ عليك وعليك أنزل؟! قال: فإني أحب أن أسمعه من غيري، فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغت فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً، قال: أمسك فإذا عيناه تذرفان.
قال ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى 5/345: وأما قراءة واحد والباقون يستمعون له فلا يكره بغير خلاف وهي مستحبة، وهي التي كان الصحابة يفعلونها كأبي موسى وغيره.
الصور الثانية: أن يقرأ قارئ ثم يقطع ثم يعيد غيره ما قرأ الأول لأجل مدارسة القرآن، فهذه الصورة مستحبة باتفاق الفقهاء لأن جبريل كان يدارس النبي صلى الله عليه وسلم برمضان يعرض كل منهما على الآخر. قال الحافظ في الفتح: يعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، هذا عكس ما وقع في الترجمة لأن فيها أن جبريل كان يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم، وفي هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرض على جبريل وتقدم في بدء الوحي، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فيحمل على أن كلا منهما كان يعرض على الآخر.
وقال في مطالب أولي النهى 1/598: وأما لو أعاد ما قرأه الأول وهكذا فلا يكره؛ لأن جبريل كان يدارس النبي صلى الله عليه وسلم القرآن برمضان وهذا ما قرره البهوتي رحمه الله في كشاف القناع انظر 1/433.
وقال الخرشي في شرحه على مختصر خليل 1/353: كما لا نكره المدارسة بالمعنى الذي كان يدارس به جبريل النبي صلى الله عليه وسلم برمضان من قراءته وإعادة النبي صلى الله عليه وسلم. انتهى
الصورة الثالثة: أن يقرأ قارئ ثم يقطع ثم يقرأ غيره بما بعد قراءته، فذهب جمهور أهل العلم إلى أن ذلك حسن لا يكره، وذهب الحنابلة إلى كراهة تلك الصورة، قال ابن مفلح في الفروع 1/554: وكره أصحابنا قراءة الإدارة، وقال حرب: حسنة، وحكاه شيخنا -أي ابن تيمية رحمه الله- عن أكثر العلماء.
والراجح في هذه الصورة أنها لا تكره، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده. رواه مسلم وأبو داود من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وإذا اتفق الحنابلة مع الجمهور على استحباب الصورة الأولى فلا وجه للكراهة هنا.. إذ لا فرق بين أن يعيد القارئ ما قرأ الأول أو أن يقرأ من حيث ما وقف الأول.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى الكبرى 5/345: وقراءة الإدارة حسنة عند أكثر العلماء.
وقال الإمام النووي في التبيان: فصل في الإدارة بالقرآن وهو أن يجتمع جماعة يقرأ بعضهم عشراً أو جزءاً أو غير ذلك ثم يسكت ويقرأ الآخر من حيث انتهى الأول، ثم يقرأ الآخر وهكذا، وهذا جائز حسن. وقد سئل مالك رحمه الله تعالى عنه فقال: لا بأس به. انتهى
الصورة الرابعة: أن يقرأ الكل مجتمعين بصوت واحد.
فمذهب الحنابلة والشافعية استحباب ذلك وهو القول الثاني عند الأحناف، قال البهوتي رحمه الله في شرح منتهى الإرادات 1/256: ولا تكره قراءة جماعة بصوت واحد.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى 5/345: وقراءة الإدارة حسنة عند أكثر العلماء ومن قراءة الإدارة قراءتهم مجتمعين بصوت واحد، وللمالكية قولان في كراهتها. انتهى
وقال محمد بن محمد الخادمي في بريقه محمودية: وكره أن يقرأ القرآن جماعة لأن فيه ترك الاستماع والإنصات المأمور بها، وقيل لا بأس به ولا بأس باجتماعهم على قراءة الإخلاص جهراً عند ختم القرآن، والأولى أن يقرأ واحد ويستمع الباقون. انظر 3/270
القول الثاني: كراهة قراءة الجماعة معاً بصوت واحد لتضمنها ترك الاستماع والإنصات، وللزوم تخليط بعضهم على بعض، وهو المعتمد عند الحنفية والمالكية.
قال صاحب غنية المتملي: يكره للقوم أن يقرءوا القرآن جملة لتضمنها ترك الاستماع والإنصات وقيل: لا بأس به.
وقد أثبت المالكية القول بالكراهة في كتبهم وشنعوا على القائلين بالجواز بلا كراهة، وقد عقد ابن الحاج رحمه الله فصلاً في المدخل 1/94 وما بعدها رد فيه على الإمام النووي رحمه الله، وما نقله من أدلة وآثار عن السلف فليراجع.
وقال الطرطوشي في الحوادث والبدع: لم يختلف قوله -يعني الإمام مالكاً - أنهم إذا قرؤوا جماعة في سورة واحدة أنه مكروه.
ونقل عن مالك كراهة القراءة بالإدارة وقوله: وهذا لم يكن من عمل الناس.
وقال أبو الوليد ابن رشد: إنما كرهه مالك للمجاراة في حفظه والمباهاة والتقدم فيه. انتهى
ولهذا ينبغي ترك هذه الصورة الأخيرة، فإن الخير في اتباع من سلف، وحذراً من المجاراة والمباهاة واختلاط الأصوات وترك الإنصات.
والله أعلم.
ومن هنا نلاحظ أن أو نستنتج بصفة قطعية أن هذا الأسلوب المبدع او هاته المحدثة لم تثبت بتاتا عن النبي صلى الله عليه وسلم فنسأل إخواننا
في المغرب الإسلامي أن يبتعدوا عن هاته البدعة وينصحو إخوانهم كذلك بالإبتعاد عنها ونسأل الله لكم ولهم التوفيق .
ثانيا : ظاهرة الدرس قبل خطبة الجمعة .
هاته الظاهرة لم أسأل عنها كثيرا فقد أجابني فقط الشيخ الدكتور عادل المطيرات لكن بأجوبة غير كافية كي أقنع البعض وقد أكد انها بدعة كذلك ..
وفي الأخير أتمنى أن أكون قد وفيت وكفيت بموضوعي وان شاء الله يقتنع الإخوة العاملون بهاته البدع ونسأل الله لنا ولكم التوفيق ..
والله تعالى اعلم .
HAMID8o- عضو نشيط
-
عدد المساهمات : 71
نقاط التميز : 133
السٌّمعَة : 4
تاريخ التسجيل : 28/06/2012
العمر : 36
عنتر ben- عضو نشيط
-
عدد المساهمات : 147
نقاط التميز : 209
السٌّمعَة : 4
تاريخ التسجيل : 11/07/2012
العمر : 42
مواضيع مماثلة
» نصائح طبية عامة
» موسوعة التاريخ الإسلامي - الإصدار الثاني
» كل مايحتاجه الاستاذ المتربـص خاصـة و غيره عامة
» مذكرة تخرج - بورصة الأوراق المالية في الإقتصاد الإسلامي
» كتب خاصة التبريد و التكييف باللغه العربية
» موسوعة التاريخ الإسلامي - الإصدار الثاني
» كل مايحتاجه الاستاذ المتربـص خاصـة و غيره عامة
» مذكرة تخرج - بورصة الأوراق المالية في الإقتصاد الإسلامي
» كتب خاصة التبريد و التكييف باللغه العربية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى